هي علاقة تبين لنا كيف يتصرف الرجال وكيف يتصرف أشباه الرجال ، من لديهم الحكمة والكياسة ، ومن هم حمقى" ومتهورون ، من يطفؤن نار الفتة والقتال ، ومن يشعلون الارض بالفتنة والقتال ، من يعطوا للبشرية وحقوق الانسان قيمة ، ومن يسلبوا هذه القيمة منهما ، وللنظر أولاً فيما فعله جورج دبليو بوش :
في يوم 11 سبتمبر من عام 2001 قام 19 مسلم بقتل ثلاثة ألاف أو يزيد من الأبرياء في مدينة نيويورك ومدن أخرى بأمريكا ، واعترف السيد / أسامة بن لادن بمسئوليته عما حدث (يلاحظ أن بن لادن أنكر أولاً صلته بالحادث ثم أقر؟؟؟) ، المهم على إثر هذا الحادث الاجرامي قام جورج دبليو بوشبتجيش الجيوش ، و الإغارة على دولتين مسلمتين ذات سيادة وقتل من الأبرياء أضعاف ما قتل في أمريكا ، واستباح الجيش الأمريكي حرمات المسلمين ، عذب الأسرى وقتلهم وقتل النساء واغتصبهم ، وقتل الأطفال والشيوخ ، وهدم البيوت والمساجد ، وحرق الزروع والمصانع ، واستعمل القنابل المحرمة دولياً ، وأهان القراَن الكريم ، وقبض على الابرياء ، ونكّل بالاسرى وصورهم في أوضاع مشينة ، ورحل منهم الكثير الى سجن جوانتنامو ، ومارس عليهم أبشع أنواع التعذيب ، وحقّر من عقائدهم وصلاتهم ، ولم يقدموا للمحاكمة لعددة أعوام ، كل هذا تم بموافقة بوش والافعى ديك تشيني ، والحية دونالد رامسفيلد .
والان دعونا نرى ماذا فعل صلاح الدين الأيوبي :
أثناء الحملة الصليبية الأولى عام 1099 ميلادي الموافق 492 هجري ، إحتل الصليبييون مدينة القدس وارتكبوا فيها مذابح رهيبة ، وذكر المؤرخ ابن الاثير ، أن قتل المسلمون إستمر اسبوع ، حتى من لجأ للمسجد الاقصى لم يسلم من يد الصليبييون وقتلوه ، ويقال أن عدد المسلمين الذين قتلوا في هذه المذابح تعدى السبعون ألف قتيل ، ولم يفرقوا بين رجل وامرأة ، وبين طفل وشاب وشيخ . وحتى لا يظن أحد أن المؤرخ اب الاثير قد بالغ فيما ذكره ، لنقرأ ما قاله المؤرخ الغربي ستيفن رانسمان الذي قال : إن مجزرة بيت المقدس أذهلت العالم ، ولم يتم تحديد عدد القتلى ، وإن كان يمكن القول أنه لم يبقى في بيت المقدس مسلماً أو يهودياً .
بدأ ظهور حركة الجهاد ضد الصليبيين ، وبلغت ذروتها مع ظهور صلاح الدين الأيوبي ، وفي عام 1178 ميلادي الموافق 583 هجري ، هزم الجيش الاسلامي بقيادة صلاح الدين الصليبيين ،في معركة حطين ، ودخل صلاح الدين مدينة القدس وإستردها من الصليبيين ، فهل ذبحهم واغتصب نسائهم وقتّل أطفالهم وشيوخهم ، وهدم بيوتهم وكنائسهم ، لا ، بل أعطى لهم الأمان ، ويقول رانسمان : لقد خاض الصليبيين من قبل ذلك بثماني وثمانون عاماً في دماء المسلمين ، وعندما إسترد المسلمين القدس ، لم يتعرض أحد من الصليبيين أو عائلاتهم لمكروه ، ولم ينهب بيت ، بل أن صلاح الدين أمر حراسه أن يتصدوا لأي إنتقام قد يحدث ضد الصليبيين ، وخرج الصليبييون من مدينة اقدس دون أن يراق لهم دماً .
هذا هو الفرق بين صلاح الدين الأيوبي ، وجورج دبليو بوش ، وكم نحن الأن في حاجة ماسة لصلاح الدين ، ليوحد أمة الاسلام ، ويقويها ، وينشر العدل ، والعزة ، والكرامة ، والنبل ، والشجاعة ، والصدق ، ويعين المظلوم ، ويضرب بيد "من حديد الظالم ، ولا يأبه الاعداء مهما عظم شأنهم . فهل يظهر لنا صلاح الدين ؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق